مؤتمر تحديات تدريس اللغة العربية وسبل تطويرها

الأحد، 27 نوفمبر 2011
 نظمت جامعة كارنيجي ميلون بالتعاون مع جامعة قطـر وجامعة ويسترن ميتشغان مؤتمرا مشتركا لبحث المعوقات التي تواجه تدريس اللغة العربية وسبل التغلب عليها. تحت عنوان "تحديات تدريس اللغة العربية في القرن الحادي والعشرين". وقد شارك في المؤتمر حوالي مائة شخص من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية بالجامعات بجانب نخبة من الخبراء والأكاديميين المتخصصين في المجال بغرض مناقشة سبل تطوير لغة الضاد وطرق تدريسها سواء بصفتها اللغة الأولى أو اللغة الثانية.
ويتناول المؤتمر الصعوبات والتحديات التي يواجهها معلمو اللغة العربية باختلاف مواقعهم ومستوياتهم.


وقال الدكتور ريتشارد تاكر عميد جامعة كارنيجي ميلون في كلمته الافتتاحية: تتميز اللغة العربية بطابع استثنائي، لاسيما وأن لها طابعها الشخصي والاجتماعي الخاص، إضافة إلى تفردها التخصصي الوظيفي، ناهيك عن أهميتها الاستراتيجية في مختلف أرجاء العالم.

و"تأتي اللغة العربية في المرتبة من الخامسة حتى السابعة في اللغات الأكثر انتشاراً في العالم وذلـك استناداً إلى ما ننهله من نبع اللغة الذي لا ينضب. مشيرا إلى أنه على الرغم من أن غالبية خريجي الجامعة يعملون في مجالات يغلب فيها التحاور باللغة الانجليزية، فإننا حريصون على تعزيز اللغة العربية، ولهذا أصدرنا قراراً باستخدام اللغة العربية في التوجيه والإرشاد داخل حرم الجامعة لضمان إتقان طلابنا لمهارات اللغة بكفاءة.

ونظراً لأهمية اللغة العربية، نحرص على تعزيز المهارات اللغوية العربية، لاسيما خلال قيام الطلاب بتقديم مشروعاتهم البحثية أو أوراق عرض الأعمال، أو حتى عند كتابة بعض التقارير باللغة العربية.


*الحفاظ على العربية
وتحدث الدكتور سيف الحجري، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطـر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الذي تطرق إلى أهمية الحفاظ على إرث اللغة العربية الأم لاسيما في المجتمعات العربية في ظل موجات العولمة والمدنية وتبعات الحداثة. وقال إن هذا الاجتماع سيكون له اثر مهم في تسليط الضوء على اللغة العربية، واهتمامكم بهذه اللغة هو دليل على أهمية اللغة العربية. مشيرا إلى أن اهتمام مؤسسة قطر بهذه اللغة يأتي من أهمية اللغة العربية، ليس فقط في المنطقة بل في العالم، فنحن اليوم نواجه العديد من الصعوبات والتحديات في تعليم اللغة العربية، لذلك يجب أن نعمل معاً لنساعد على انتشار واستمرار هذه اللغة، للناطقين وغير الناطقين بها. وهنا تقع المسؤولية على عاتق كل واحد منا كآباء ومعلمين وأفراد من المجتمع. مشيرا إلى أن جامعة كارنيجي ميلون قطـر تؤكد من خلال مشاركتها في تنظيم هذا المؤتمر على التزامها ومسئوليتها تجاه المجتمع العربي بهويته المتميزة، كما يبرهن على الدور الكبير الذي تلعبه الجامعة في تثقيف الأجيال. في الوقت ذاته، تأتي مشاركة الجامعة لتعزز مساهمتها على الساحة الفكرية وإثراء الثقافة والفكر في العالم العربي.


*الثقافة العربية
أشار الدكتور عبد القادر أبو شريفة، عضو هيئة التدريس ببرنامج اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة قطـر أن الخبراء المشاركين بالمؤتمر ناقشوا البحوث المقدمة حول تدريس اللغة العربية وتعلمها، كما تطرقوا إلى الثقافة العربية لكونها جزءا من الثقافة اللغوية العالمية سواء في الشرق الأوسط أو في مختلف أرجاء العالم.. وأكد أبو شريفة أن هذا المؤتمر يمثل فرصة للحوار المفتوح والبحث في التحديات المختلفة التي تواجه مدرسي اللغة العربية كلغة أولى أو كلغة ثانية. وذلك تأكيدا على حرص جامعة قطر على انتمائها وهويتها العربية وعلى دورها كجزء من المشهد التعليمي والفكري العربي من خلال إثراء الثقافة والفكر في العالم العربي. وسوف تتناول أوراق العمل أبحاثاً متعلقة بتدريس وتعلم اللغة العربية في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم. فجامعة قطر لديها جهاز بحثي فعال ومحوري يقدم بحوثاً علمية وأكاديمية على أعلى المستويات لخدمة قطاعات مجتمعية متنوعة وبما يتماشى مع أولويات قطر. وقال لقد شاركت جامعة قطـر في عدد من المشروعات البحثية في هذا المجال بما فيها تحديد مستويات تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها. كما دعونا خبراء في التخصص لتطوير بعض المعايير اللازمة لوضع المناهج الدراسية المناسبة لكل مستوى على حدة سواء فيما يتعلق بالمجال الإعلامي أو الثقافي أو المصادر الأدبية. بالإضافه إلى وضع المناهج العربية الحالية والمنظورة لتواكب التطور التعليمي الحديث.
وفي ختام حديثه قال د. أبو شريفة انه نظراً لأهمية معايير إعداد وانتقاء المناهج الحالية لتدريس اللغة العربية وضرورة تطويرها، نحرص على مواكبة التطورات المتلاحقة من حولنا في مجال التربية والتعليم الحديث.


*تحديات اللغة
أكد الدكتور مصطفى مغازي، الأستاذ المساعد والمدير التنفيذي في اللغويات العربية في جامعة وسترن ميتشغان، أن حقل تدريس اللغة العربية واجه تغيرات عدة، وفقط بمثل هذه التعاونات والمؤتمرات، يمكننا أن نبني أساسا قويا لتعليم اللغة العربية في المستقبل.
ومن جانب آخر سلط الدكتور محمود البطل، الأستاذ المساعد ومدير برنامج العربية الرائد في قسم الدراسات الشرق أوسطية بجامعة تكساس في أوستن، الضوء على القضايا الملحة التي تواجه تدريس اللغة العربية سواء بصفتها اللغة الأم أو اللغة الثانية. وقال: هناك رغبة صادقة من قبل تلاميذ هذا العصر لمعرفة الحضارة العربية والتاريخ العربي، من خلال دراسة اللغة العربية. ويجب أن نفكر في أهداف واحتياجات الراغبين في تعلم هذه اللغة من أجل أن نكون معلمين ناجحين في هذا الحقل، ومن ثم يجب أن ننشئ برنامجا تعليميا مبنيا على هذا الأساس،
وحاضر أيضـاً الدكتور ياسر سليمان أستاذ دراسات اللغة العربية الحديثة وزميل كلية كينغز بجامعة كامبريدج، حيث تطرق إلى هذا العنوان "العربية في ساحة الوغى: ما بين لغة أم ولغة أب".
وقد أكدت الدكتورة زينب إبراهيم، الأستاذة المساعدة لتدريس اللغة العربية في جامعة كارنيجي ميلون في قطـر، أن اللغة العربية تحظى بانتشار كبير على نطاق واسع، كما باتت واحدة من أكثر اللغات التي يحرص غير الناطقين بها على تعلمها، لاسيما الأجانب المقيمين بالوطن العربي. كما أن اللغة العربية تحظى باهتمام كبير كونها وسيلة تفاهم وتواصل اجتماعي على نطاق واسع، إضافة إلى أنها لازمة لشريحة كبيرة من قطاعات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط. وأضافت نحن نعيش في بلد عربي، لهذا من المهم أن نتواصل ونتحاور باستخدام اللغة الأم، مع التشديد على استخدامها في الأماكن العامة حتى وإن كان ذلـك بموجب بصيغة رسمية.
وقالت: تدرك جامعة كارنيجي ميلون في قطـر حجم المخاطرة من جراء تقلص مناهج اللغة العربية بالمدارس وتطبيق أساليب تدريسية عتيقة في تدريس اللغة، ولهذا أحث المشاركين بالمؤتمر جميعاً على بحث أفضل السبل التي نتبعها نحن المعلمين في تدريس اللغة داخل الصفوف، بما يجعل من تعلمها تجربة ثرية ممتعة يقبل عليها الطلاب دون تردد أو ملل.
من جانبه، قال جيرمي بالمر، من الجامعة الأميركية في الشارقة، أعتقد أن المؤتمر حدث مهم ومؤثر حيث سلط الضوء على أهم القضايا التي تهم تدريس اللغة العربية، إضافة إلى تقديم بعض الحلول للتغلب على التحديات القائمة. وأضاف قائلاً: بالنسبة لي تعلم اللغة العربية هو الخطوة الأولى لسبر أغوار الثقافة العربية الغنية والإبحار في تراثها الواسع، لهذا فإنه من الضروري بالنسبة لي بصفتي أجنبيا أعيش في بلد عربي أن أتعلم لغة هذا البلد، ليس فقط للتواصل بصورة أفضل مع محيطي، ولكن أيضـاً لفهم جوهر ما يدور حولي من أحدا
ث

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرق 10/2/2011

0 التعليقات:

إرسال تعليق