الأمن بالمعروف والنهى عن العسكر
بلغنى أيها الشعب الجميل.. ذو المنبت الأصيل.. أنهم عندما بدأوا يلموا العيال من الشوارع بدون أى ذنب.. ويموتوهم من الضرب.. قبل أن تدخل عليهم كاميرا التليفزيون المصرى.. لتأخذ منهم الإعترافات حصرى.. على أى حاجه وأى حد.. إنشالله حتى يعترفوا على بعض.. لما بدأ يحدث ذلك.. دعا الناس ربهم أن ينجيهم من المهالك.. فالخطف والإجبار على الإعتراف أمام الكاميرات يعد دلاله.. على أن حقوق الإنسان قد أصبحت فى البلالا.. وعلى أننا حنشوف أيام ما يعلم بيها إلا ربنا.. فى ظل حكم العسكر اللى تقريبا بقاله سنه.. لم ير الناس فيها يوما جميلا.. وحياتهم بقت منيله بستين ألف نيله.. وهو ما حدا بالجميع إلى تقديم المبادرات.. التى تنادى بلملمة الشتات.. إلا أن ما لفت نظرى بحق.. كان إقتراح الصديق الكاتب المحلق «أحمد العايدى» فى الستاتس بتاعه على الفاس بوك.. حيث رأى أن مصر الآن بحاجه إلى جماعة يكون هدفها الأمن بالمعروف والنهى عن العسكر.. وهو ما بدا أمرا مبرر.. فى ظل ذلك القفز بالبيادات على أجساد المتظاهرين المسحولين على الأرض.. وتلك التصرفات التى لم تعد ترضى أى حد.. عنده ضمير بجد.. فكم تبدو الآن تهمة قتل المتظاهرين المتهم فيها مبارك والعادلى تهمه عبثيه.. بعد أن أصبح هناك الكثير من المتهمين المستجدين الواجب إضافتهم إلى القضيه.. وهؤلاء نعرف جميعا أنهم.. ما حدش يقدر يقربلهم.. مثلهم مثل كهنة إخناتون.. الذين رفضوا ثورته ضد الإله أمون.. حيث أن نجاح الثوره لم يكن فى مصلحتهم.. ومعبد الإله أمون هو السبوبه بتاعتهم.. لذلك هم لم ولن يسمحوا لأحد بالسطو على المعبد مهما كان.. كما أنهم أيضا لن يسمحوا لأحد بأن يخبرهم بأنه « ليس هكذا تدار الأوطان»!
و ذات ليله.. نام الشعب ورأى فى الحلم.. أن تلك الجماعه قد دخلت حيز العلم.. حيث استيقظ الشعب ونزل إلى الشارع وهو لا يزال مغشلق.. فرأى الحياه جميله والعصافير من حواليه بتزقزق.. قابله رجل الشرطه بإبتسامه.. وأصر على إعطائه ورده لتكون على الحب علامه.. مشى الشعب فى الشارع آمنا مطمئنا.. إلا أنه من فرط السعاده بدأ يشعر إن الحكايه فيها إنَه.. خصوصا بعد أن مرق إلى الميدان.. فقابلته كتيبه من عساكر الجيش بالأحضان.. وأصروا على أن يقعد يشرب شاى.. وما سابوهوش غير لما قاللهم « مشوار وجاى «.. سار الشعب منبسط الأسارير.. شاعرا بجد بالتغيير.. ومن فوق أسطح البنايات كانت مجموعه من الجنود.. تمطره أثناء عبوره بالورود.. بينما مجموعه أخرى تقذفه بالشيكولاته والملبس.. المكتوب عليها «مع تحيات المجلس».. وفى وسط ميدان التحرير كانت مجموعه من قوات الجيش تبنى نصبا تذكاريا للشهداء.. وعلى التليفزيون كان المشير شخصيا يعتذر للشعب عن أى إعتداء.. قبل أن يعلن فتح باب الترشيح لإنتخابات رئاسة الجمهوريه.. لتصبح السلطه مدنيه!
كانت جماعه الأمن بالمعروف والنهى عن العسكر قد بدأت تنجح.. فى جعل كفة حقوق الإنسان ترجح.. وكان أفراد قوات الأمن قد بدأوا ياخدوا بالهم.. إن اللى بيضربوهم ويعذبوهم دول إخواتهم وأمهاتهم وعيالهم.. وأن الوظيفه الرئيسيه لقوات الجيش هى الدفاع عن حدود البلد.. وليست مطاردة وسحل الناس فى وسط البلد.. وإختفى البلطجيه فى غمضة عين.. بعد أن تم القبض عليهم جميعا فى يومين اتنين.. وتم الإفراج عن جميع الثوار الأبرياء ووضع هؤلاء البلطجيه فى السجون بدالهم.. لتستقيم الأوضاع أخيرا ويشعر الشهداء بالراحه فى جنات نعيمهم!
سار الشعب مزهوا بكل تلك الحريه.. شاعرا بالأمل فى الأيام الجايه.. وبينما هو فاردا ذراعيه بجانبيه ومش ناقص غير إنه يطير.. أفاق فجأه على صوت هبدته من على السرير.. وفتح عينيه ليكتشف أن كل هذا لم يكن سوى حلم ليله شتويه.. وأنه كان ينبغى أن يشد عليه البطانيه شويه!
كانت «شعب زاد» زهقانه.. ومن الحكايات الحزينه طهقانه.. لهذا لم تنتظر حتى يدركها الصباح.. لكى تسكت عن الكلام المباح.. ومن قبل الديك ما يدن.. كانت قد بدأت تشخر فعلا.. خخخخخخخخخخخ!
خالد كسا |
بلغنى أيها الشعب الجميل.. ذو المنبت الأصيل.. أنهم عندما بدأوا يلموا العيال من الشوارع بدون أى ذنب.. ويموتوهم من الضرب.. قبل أن تدخل عليهم كاميرا التليفزيون المصرى.. لتأخذ منهم الإعترافات حصرى.. على أى حاجه وأى حد.. إنشالله حتى يعترفوا على بعض.. لما بدأ يحدث ذلك.. دعا الناس ربهم أن ينجيهم من المهالك.. فالخطف والإجبار على الإعتراف أمام الكاميرات يعد دلاله.. على أن حقوق الإنسان قد أصبحت فى البلالا.. وعلى أننا حنشوف أيام ما يعلم بيها إلا ربنا.. فى ظل حكم العسكر اللى تقريبا بقاله سنه.. لم ير الناس فيها يوما جميلا.. وحياتهم بقت منيله بستين ألف نيله.. وهو ما حدا بالجميع إلى تقديم المبادرات.. التى تنادى بلملمة الشتات.. إلا أن ما لفت نظرى بحق.. كان إقتراح الصديق الكاتب المحلق «أحمد العايدى» فى الستاتس بتاعه على الفاس بوك.. حيث رأى أن مصر الآن بحاجه إلى جماعة يكون هدفها الأمن بالمعروف والنهى عن العسكر.. وهو ما بدا أمرا مبرر.. فى ظل ذلك القفز بالبيادات على أجساد المتظاهرين المسحولين على الأرض.. وتلك التصرفات التى لم تعد ترضى أى حد.. عنده ضمير بجد.. فكم تبدو الآن تهمة قتل المتظاهرين المتهم فيها مبارك والعادلى تهمه عبثيه.. بعد أن أصبح هناك الكثير من المتهمين المستجدين الواجب إضافتهم إلى القضيه.. وهؤلاء نعرف جميعا أنهم.. ما حدش يقدر يقربلهم.. مثلهم مثل كهنة إخناتون.. الذين رفضوا ثورته ضد الإله أمون.. حيث أن نجاح الثوره لم يكن فى مصلحتهم.. ومعبد الإله أمون هو السبوبه بتاعتهم.. لذلك هم لم ولن يسمحوا لأحد بالسطو على المعبد مهما كان.. كما أنهم أيضا لن يسمحوا لأحد بأن يخبرهم بأنه « ليس هكذا تدار الأوطان»!
و ذات ليله.. نام الشعب ورأى فى الحلم.. أن تلك الجماعه قد دخلت حيز العلم.. حيث استيقظ الشعب ونزل إلى الشارع وهو لا يزال مغشلق.. فرأى الحياه جميله والعصافير من حواليه بتزقزق.. قابله رجل الشرطه بإبتسامه.. وأصر على إعطائه ورده لتكون على الحب علامه.. مشى الشعب فى الشارع آمنا مطمئنا.. إلا أنه من فرط السعاده بدأ يشعر إن الحكايه فيها إنَه.. خصوصا بعد أن مرق إلى الميدان.. فقابلته كتيبه من عساكر الجيش بالأحضان.. وأصروا على أن يقعد يشرب شاى.. وما سابوهوش غير لما قاللهم « مشوار وجاى «.. سار الشعب منبسط الأسارير.. شاعرا بجد بالتغيير.. ومن فوق أسطح البنايات كانت مجموعه من الجنود.. تمطره أثناء عبوره بالورود.. بينما مجموعه أخرى تقذفه بالشيكولاته والملبس.. المكتوب عليها «مع تحيات المجلس».. وفى وسط ميدان التحرير كانت مجموعه من قوات الجيش تبنى نصبا تذكاريا للشهداء.. وعلى التليفزيون كان المشير شخصيا يعتذر للشعب عن أى إعتداء.. قبل أن يعلن فتح باب الترشيح لإنتخابات رئاسة الجمهوريه.. لتصبح السلطه مدنيه!
كانت جماعه الأمن بالمعروف والنهى عن العسكر قد بدأت تنجح.. فى جعل كفة حقوق الإنسان ترجح.. وكان أفراد قوات الأمن قد بدأوا ياخدوا بالهم.. إن اللى بيضربوهم ويعذبوهم دول إخواتهم وأمهاتهم وعيالهم.. وأن الوظيفه الرئيسيه لقوات الجيش هى الدفاع عن حدود البلد.. وليست مطاردة وسحل الناس فى وسط البلد.. وإختفى البلطجيه فى غمضة عين.. بعد أن تم القبض عليهم جميعا فى يومين اتنين.. وتم الإفراج عن جميع الثوار الأبرياء ووضع هؤلاء البلطجيه فى السجون بدالهم.. لتستقيم الأوضاع أخيرا ويشعر الشهداء بالراحه فى جنات نعيمهم!
سار الشعب مزهوا بكل تلك الحريه.. شاعرا بالأمل فى الأيام الجايه.. وبينما هو فاردا ذراعيه بجانبيه ومش ناقص غير إنه يطير.. أفاق فجأه على صوت هبدته من على السرير.. وفتح عينيه ليكتشف أن كل هذا لم يكن سوى حلم ليله شتويه.. وأنه كان ينبغى أن يشد عليه البطانيه شويه!
كانت «شعب زاد» زهقانه.. ومن الحكايات الحزينه طهقانه.. لهذا لم تنتظر حتى يدركها الصباح.. لكى تسكت عن الكلام المباح.. ومن قبل الديك ما يدن.. كانت قد بدأت تشخر فعلا.. خخخخخخخخخخخ!
1 التعليقات:
شكراا
إرسال تعليق