الشعب يريد تهذيب اللسان!

الاثنين، 21 نوفمبر 2011
 أثار خبر زواج أحد الفنانين فضول رانيا، 23 سنة، فدخلت لتقرأ الخبر على أحد المواقع الإلكترونية؛ إلا أنها فوجئت بالتعليقات المكتوبة عليه..

فكلمة مبروك استبدلت بـ"العريس أحلى منها خسارة فيها"، "العروسة وِحشة جدا"، "عديمة الذوق في اختيار ملابسها"، ثم تطور الأمر في التعليقات التالية إلى سب العروسين بأغلظ الألفاظ بدون سبب.. أما عندما دخلت لتقرأ خبر وفاة إحدى الفنانات الشهيرات؛ لم تجد في التعليقات من يترحم عليها، بل تبارى المعلقون في سبها ووصفها بأبشع الصفات.

هكذا أصبح حال أغلب النقاشات الإلكترونية، فعندما تطالع تعليقات الأعضاء على مواقع التواصل الاجتماعي أو على المواقع الاخبارية، ستجد أن اختلافك في وجهات النظر والآراء يفسد القضية، ويكون سبيلا لتعرضك - أنت ووالديك- للسب والشتائم، وإلصاق الاتهامات بك.

فماذا حدث بعد أن رفع الشباب شعار "الشعب يريد أخلاق الميدان" أيام ثورة 25 يناير، فلا يمكن نسيان رقي الأخلاق واحترام وجهات النظر وعدم التعدي على الآخرين بالألفاظ السيئة.

لكنننا نسينا ذلك سريعاً، وعاد الحال أسوأ مما كان.. وأصبحنا بحاجة ماسة إلى شعار: "الشعب يريد تهذيب اللسان".

رأيك يفسد القضية

نهلة،21 سنة، تقول: "بمجرد كتابة رأيي في جروب (بنحبك يا ريس) على فيس بوك والذي لا يتوافق مع سياسة أدمن الجروب؛ فوجئت بسيل من الإهانات منه ومن غيره، ولأني تربيت على أن أستمع وأتحاور مع المختلف، طلبت من أحدهم ذكر بعض ميزات عهد مبارك، فقال لي يكفي البنية التحتية وخطوط التليفون التي لم تكن موجودة في معظم المناطق قبل حكمه، ضحكت في سري وذكرت له معلومة صغيرة وهي أننا في مصر نعاني من انهيار البنية التحتية، وأن الترع والمصارف أسست منذ عهد محمد علي، لكنه لم يرد عليّ وقام فقط بإهانتي، فانسحبت من الحوار لأني تأكدت أنني سأتعامل مع شخص لا يؤمن بقضيته".

أما "إسراء" طالبة بكلية الطب، فتقول: "مع بداية ثورة 25 يناير ظهر مجموعة من النشطاء السياسيين الشباب لاقوا تشجيعاً كبيراً من الشعب المصري، وبعد فترة فوجئت بسب وسخرية الكثير لهؤلاء الشباب والتعدي على أعراضهم واتهامهم بالخيانة والعمالة، فكتبت على النت (لماذا لا ننتقد المخطئ بعيدا عن التعدي على الأعراض؟)، فرد عليّ أحدهم (بدل ما انتي شيخة وجاية تعلمي الناس إيه اللي مقعدك على النت؟.. هما أهلك علموكي تقعدي على النت لحد الساعة 12 بالليل)".

"لو كنت مؤمن برأيك مكنتش تسب وتشوه صورة الناس وتتهمهم في دينهم لإثبات وجهة نظرك"، كان هذا رد فعل "جاسر" طالب بكلية الحقوق الذي كتبه على صفحته الخاصة على الفيس بوك، حينما اتهمه أحد الأشخاص بالجهل لمجرد انه كتب رأيه على إحدى الصفحات الرياضية.

ويتابع قائلا: "عندما كتبت تعليقا قام شخص بسب والدتي وسبي بالدين، حينها شعرت بالانكسار، وعندما ذكرته بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه)، فما كان منه إلا ان قال لي (خليك في حالك وبلاش فتي)".

مبدأ العزل

عن كيفية التعامل مع أصحاب التعليقات السيئة، يقول مدرب التنمية البشرية محمود أمين، إذا صادفنا شخصاً يتلفظ بألفاظ منحدرة فعلينا أن نطبق عليه مبدأ "العزل"، أي نعزله عن الحوار وبالتالي نعزله عن المجتمع، وهنا هذا الشخص سيجبر على التنازل عن سلوكه السيئ وألفاظه النابية.

كذلك فعلى الشخص المتحاور المتعلم أن يحاور غيره بمبدأ الآية الكريمة (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، وعدم الانزلاق إلى درجات الانحدار مع من يناقشوننا.

كما ينصح أمين الشباب بعمل جروبات على مواقع التواصل الاجتماعي تنادي بنبذ الألفاظ القبيحة، وكيفية آداب الحوار مع الكبير والصغير، فضلا عن التركيز على الخطاب الديني والأخلاقي لما له من تأثير سريع في قلوب وعقول كثير من الشباب.

...

وأنت.. هل تتعرض لمثل هذه الألفاظ، وماذا يكون تصرفك؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق